عقدت وزارةُ الخارجيَّة مُؤتَمَر السفراء السابع في بغداد للمُدة من 4-8 تشرين الثاني 2023، تحت شعار”الدبلوماسيَّة العراقيَّة؛ علاقاتٌ دوليَّةٌ متوازنة وتنميةٌ إقتصاديَّة مُستدامة”، الجلسة الإفتتاحية حضرها فخامة رئيس الجمهوريَّة عبداللطيف جمال رشيد ودولة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السودانيّ ورئيس مجلس القضاء الأعلى السيد فائق زيدان، والنائب الأول لرئيس مجلس النوّاب محسن المندلاوي.
جاءَت النُسخة السابعة للمؤتمر بعد إنقطاعٍ دامَ سنين، جرّاء جائحةِ كورونا وتحدياتٍ داخليَّةٍ، إقليميَّة ودوليَّة وبمشاركة (85) سفيراً ورئيس بعثة عراقيَّة سياسيَّة وقنصليَّة حول العالم.
عملت الوزارة خلال المؤتمر على تعظيم الإفادة وتوسعة نطاق تبادل الحوارات القطاعيَّة والتخصصيَّة مع اللجان المعنيّة في مجلس النوّاب العراقيّ، وكذا الأمر مع وزراء، خبراء، مستشارين، وقادة عسكريّين في الحكومة العراقيَّة، إذ جاءت جلسات المؤتمر لتبحث موضوعات؛ الأمن الوطنيّ والقوميّ، مكافحة الإرهاب، الطاقة، النفط، السيادة والحدود، التخطيط والتنمية، الخدمات القنصلية وجوازات السفر، الصناعة، المال والسياسة النقدية، البيئة والتغيرات المناخية، العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، الاستثمار والاعمار والاسكان. كما خُلُصَت النقاشات خلال الجلسات إلى توصيات من شأنها رفع مستوى التنسيق والتعاون بين الوزارة والجهات الوطنيَّة ذات العلاقة.
المؤتمر ناظرٌ بأولوية للبرنامج الحكوميّ للسيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السودانيّ.
أكَّد المؤتمر على تنويع الشراكات الإقتصاديَّة والتنموية، وزيادة فاعلية العراق إقليمياً ودولياً، والمضيّ بشكل ممنهج نحو إستعادة الدور الستراتيجيّ مع الشركاء والأصدقاء، بما يعزِّز أمن وسيادة البلد، على أساس المصالح المشتركة.
إنَّ دبلوماسيَّة الإستجابة الوطنيَّة، طوّرت أجندةً فاعلة خلال المؤتمر، لإعادة صياغة العلاقات الخارجيَّة بالمستويين الثنائيّ ومتعدد الأطراف، بما يتلاءم مع التطوّرات على الساحتين الإقليميّة والدوليّة، بهدف زيادة معدلات التأثير والفاعليَّة للدبلوماسيَّة العراقيَّة وبالإستناد إلى مصادر القوّة الناعمة؛الإقتصاد، الطاقة، التنمية، أخذ أدوار هامَّة لخفض التصعيد في المنطقة، والعمل على عكس قيم وثقافة وتأريخ العراق.
جرى التأكيد على الموقف المبدئي من القضيَّة الفلسطينيَّة وحق شعبها في تقرير مصيره، ومناقشة الحرب الظالمة التي يتعرض لها أبناء قطاع غزّة، وأهميَّة الوقوف والمساندة الإنسانيّة لهم وتقديم الغوث في شتّى المناحي، عبر إستمرار التنسيق مع المجموعتين العربية والإسلامية بهذا الشأن، وكذا إستمرار الحوارات مع باقي الأطراف بهدف وقف عدوان سلطة الإحتلال على قطاع غزّة.
تستمرُّ وزارة الخارجيَّة بالتعبير عن المصالح الوطنيَّة العليا، بما ينسجم والبناء الديمقراطيّ المتنامي لمؤسسات الدولة، وتقديم أشكال الدعم والتيسير لأبناء الجاليات العراقيَّة في العالم.
إنتهى المؤتمر ليوثِّق مجموعة من التوصيات السياسيَّة، الدبلوماسيَّة، الإداريَّة، الفنيَّة، الماليَّة والتنظيميَّة، التي من شأنها النهوض بقدراتٍ أعلى وإستثمار بيئة الإستقرار داخليَّاً للمضيّ بتأكيد إنفتاح العراق في سياسته الخارجيَّة على جميع الأطراف وفق أُسُسٍ راسخة ومصالح مشتركة ومتوازنة.
في اليوم الخامس والأخير من مؤتمر السفراء بنسخته السابعة في بغداد، عُقدت أربعة جلسات، الجلسة الأولى التي ترأسها وكيل الوزارة للشؤون القانونية ومتعددة الأطراف السيد عمر البرزنجي، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، والسادة وكلاء الوزارة والسادة رؤساء الدوائر والسادة السفراء ورؤساء البعثات السياسية والقنصلية وبمشاركة وزير الداخلية السيد عبدالأمير الشمري، ومدير عام دائرة الجوازات والاقامة اللواء نشأت إبراهيم الخفاجي، ورئيس الدائرة القنصلية في الوزارة السيد أحمد السعدي، وجرى خلال الجلسة مناقشة استراتيجية العمل المشترك بين وزارتي الداخلية والخارجية، كما تطرقت إلى الخدمات القنصلية المقدمة للمواطنين العراقيين المقيمين بالخارج، وبذل أقصى الجهود لتذليل العقبات أمامهم، وتخفيف عبء المسؤولية والعمل بكل ما أمكن في خدمة المواطنين والمقيمين بالخارج.
كما تم بحث مساعي وزارة الخارجية وبالتنسيق مع وزارة الداخلية بفتح مواقع جديدة للبطاقة الوطنية والجواز الإلكتروني في عدد من دول العالم، لتسهيل منح الوثائق الوطنية، فضلاً عن العمل على مشروع سمة الدخول الإلكترونية (الفيزا) التي ستحل الكثير من المعوقات التي تواجه عمل البعثات العراقية.
اما الجلسة الثانية كانت جلسة حوارية ترأسها السيد وكيل الوزارة للشؤون القانونية السيد عمر البرزنجي بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين والسادة وكلاء الوزارة والسادة رؤساء الدوائر والسادة السفراء ورؤساء البعثات السياسية والقنصلية وبمشاركة رئيس لجنة الأقاليم والمحافظات النائب خالد حسن صالح السامرائي، ومحافظ البصرة السيد أسعد العيداني، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الايزيدين د.خلف خدر سنجاري، والنائب الأول للجنة السيد جواد كضوم مطلك، إذ تم مناقشة ملف إعادة النازحين والمهجرين إلى نينوى وسهلها، وملف شط العرب ومياه الخليج، وملف الاستثمار في البصرة ونينوى.
اما الجلسة الثالثة فكانت بضيافة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، إذ ترأس رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، وقدم سيادته جملة من التوجيهات إلى السادة السفراء والبعثات الدبلوماسية، من أجل تعزيز علاقات العراق الخارجية، وعكس صورة العراق في الخارج وإبراز دوره وأهميته التاريخية والاقتصادية، وكذلك وجّه بضرورة التواصل المستمر والمباشر مع الجاليات العراقية، مؤكداً أن من واجبات البعثات الدبلوماسية في الخارج ربط الجاليات ببلدهم، وتشجيع المبدعين من الفنانين والمثقفين على التواصل وتقديم خدماتهم للعراق، ووجّه سيادته بضرورة تطوير آليات عمل وزارة الخارجية، وأن يكون اختيار السفراء على أساس الخبرة والمهنية والكفاءة، وليس على أساس الانتماء الحزبي.
اما الجلسة الرابعة فكانت حوار مفتوح مع رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان معالي السيد سفين محسن دزه يي، وجرى خلال الجلسة مناقشة تعزيز العمل والتنسيق بين وزارة الخارجية الاتحادية ومكتب العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان.
التقى وزير الخارجيَّة محمد علي الحكيم مع وزير الدولة للشُؤُون الخارجيَّة السعوديّة عادل الجبير.
وجرى في اللقاء بحث العلاقات الثنائيَّة، وسبل تعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة، كما بحثا القضايا الإقليميَّة، والدوليَّة التي تهمّ البلدين الشقيقين، ودعا الحكيم إلى أهمِّية تضافر الجُهُود لحلحلة الأزمات التي تُعاني منها المنطقة.
وتطابقت رؤى الجانبين حول اعتماد مبدأ الحوار وُصُولاً إلى إيجاد الحلول السياسيَّة، وعدم التدخـُّل في الشُؤُون الداخليَّة للبلدان.
يأتي هذا اللقاء في سياق زيارة رسميّة يُجريها دولة رئيس الوزراء د. عادل عبد المهديّ على رأس وفد رفيع المُستوى ضمَّ وزراء، ورجال أعمال إلى المملكة العربيَّة السعوديّة في إطار تعزيز العلاقات الثنائيَّة بين البلدين.
أحدث التعليقات